للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويتّصل بجبال آذربيجان والرىّ، ثم يعود إلى همذان وحلوان، ثم إلى شهرزور ويقطع دجلة بنواحى تكريت إلى حديثة الموصل ثم إلى الجودى ثم إلى آمد، ومنه يتشعّب جبال أرمينية، ثم يمرّ إلى جبل الفتح (١) وباب الأبواب إلى بحر الخزر إلى بلاد ياجوج وماجوج، ثم يتشعّب منه جبل يأخذ إلى الفرات ويتّصل بسميساط إلى مرعش النى ابتدأ منها، قال: وإذا وصل إلى المقطّم قطع النيل، ثم مضى إلى برقة وأقصى المغرب، ثم إلى البحر المحيط.

فالحاصل أنّ ابن حوقل قال: إنّه يخرج من البحر المحيط بالصين وينتهى إلى البحر المحيط بالمغرب، وهذا تخليط ظاهر لأنّه جعله أوّلا الفاصل بين الشاء والجزيرة فينبغى أن ينقطع عن الفرات بأرض ملطية، ثم خلّطه بجبال خراسان والشرق ولبنان (١٣٢) ومصر، وأين جبال مصر من جبال الشام وما وجه الاتّصال بها؟ وإنّما كلّ جبل على حدّة، وذكر غير ابن حوقل وقال: واللكام جبل مبارك فيه الأبدال والمباحات والعيون وحدّه من مرعش إلى ملطية عرضا ويمتدّ فى بلاد الروم طولا إلى حيث يعلم الله تعالى، وأمّا الجبل الذى يقطع بنواحى تكريت فهو جبل حمر بن مشهور بنواحى العراق.

ق: وهو الجبل المحيط بالدنيا، ذكر أبو إسحاق الثعلبى رحمه الله فى تفسير قوله تعالى: {ق، وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ»} (٢)، عن ابن عبّاس أنّه جبل من زمرّدة خضراء محيط بالدنيا، وخضرة السماء منه، وعليه كنف الدنيا، وما وجد الناس من الزمرّد فهو ممّا يتساقط منه.

قال وهب بن منبّه: لمّا مرّ عليه ذو القرنين رأى حوله جبالا صغارا فناداه:

يا قاف ما هذه الجبال التى حولك؟ فقال: عروقى ليس فى الدنيا مدينة إلاّ وفيها


(١) الفتح: القبخ
(٢) القرآن الكريم ٥٠/ ١