له: لا تفتحها إلا فى ساعة كذا. فإنهم إذا نظروا إليها انهزموا من غير قتال ولا نصب. فلما انهزم جيش المختار وقتل بن شميط، تقدم المصعب فنزل الكوفة وحصر المختار فى قصره، فخرج ليلا فعرف.
فقتل هو ومن معه، وأتى برأسه فوضع بين يدى المصعب على ترس، ونفذ إلى أخيه بالفتح. ثم إن عبد الله بن الزبير وجه ولده حمزة إلى البصرة واليا وكتب إلى المصعب أن يضم من قبله من الرجال إلى حمزة. فغضب المصعب وسار إلى مكة، ومعه مال جليل، واستخلف القباع. وإنما سمى القباع لأنه رأى لأهل البصرة مكيالا أجوفا. فقال:
ما هذا إلا قباعا يعنى أجوفا فلقبوه بذلك.
قال أبو الأسود يخاطب بن الزبير فى ذلك <من الوافر>:
أبا بكر جزاك الله خيرا ... أرحنا من قباع بنى المغيره
(١٠٦) وكان لما أخذ أصحاب المختار أسرى بعد أن نزلوا على حكمه، فأتى منهم برجل مكتوف. فقال: الحمد لله الذى ابتلانا بالأمير وابتلاه، بنا إنّ من عفى عفى الله عنه. ومن عاقب لم يؤمن القصاص، يابن الزبير، نحن أهل قبلتكم وعلى ملتكم، ولسنا بروم ولا ديلم، لم نعد إن خالفنا إخواننا من أهل ديننا ومصرنا. وإمّا أن يكونوا أخطأوا وأصبنا أو أصابوا وأخطأنا، فاقتتلنا كما اقتتل أهل الشام وأهل العراق. فقد افترقوا
(١٠) أبو الأسود: فى أنساب الأشراف ٥/ ٢٥٦: «أبو الأسود الدئلى»
(١١) أبا. . . المغيرة: ورد البيت فى أنساب الأشراف ٥/ ٢٥٦،٢٧٧