ثم اجتمعوا، وقد ملكتم فأسجحوا وق [درتم] فاعفوا. فرقّ له المصعب وللأسرى، ثم استشار المصعب الناس. فقال مسافر بن سعيد بن نمران:
ما تقول يابن الزبير غدا وقد قتلت أمة من الأمم مسلمين حكّموك فى أنفسهم ودمايهم صبرا.
قال الأحنف: أرى أن تعفوا فإن العفو أقرب للتّقوى. فضج أصحاب المصعب وقالوا: لا نرضى أو تقتلهم: فقتلهم. فلما قتلوا قال:
ما أدركتم بقتلهم ثأرا. فليته لا يكون فى الآخرة وبالا.
وكان مقتل المختار فى شهر رمضان سنة تسع وستين. ولما قدم المصعب بن الزبير على أخيه عبد الله بعد قتل المختار وأصحابه قال له عبد الله بن عمر بن الخطاب رضى الله عنهما: أنت الذى قتلت ستة آلاف من أهل القبلة فى غزاة واحدة. فقال إنهم كانوا سحرة وكفرة. فقال: والله لو كانوا غنما من ثرات الزبير لكان ما أتيت عظيما.
وقدم حمزة بن عبد الله بن الزبير البصرة، وكان جوادا إلا أنه كان أحمق، كان يعطى من لا يستحق ماية ألف ويمنع المستحق شسعا، ومدحه موسى شهوات فقال <من الرمل>:
حمزة المبتاع [حمد] ابا اللهى ... ويرى فى بيعه أن قد غبن
(٥) أن. . . للتّقوى: فى القرآن ٢/ ٢٣٧: {وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوى»} //تعفوا: فى أنساب الأشراف ٥/ ٢٦٣؛ الكامل ٤/ ٢٧٤:«تعفو»
(٨) مقتل. . . ستين: انظر هنا ص ١٤٨، الهامش الموضوعى، حاشية سطر ٢