(١٠٧) فإذا أعطى عطاء فاضلا ... ذا إخاء لم يكدّره بمنّ
وإذا ما سنة مجدبة ... برت المال كبريى بالسّفن
إنجلت عنه نقيّا ثوبه ... وتولّت ومحيّاه حسن
نور صدق نيّر فى وجهه ... لم تصب أثوابه لون الدّرن
فلما قدم مصعب إلى عبد الله أخيه قال: ما رأيت فى ابنك حمزة حتى وليته وعزلتنى؟ قال: ما رأى عثمان فى ابن عامر حين عزل أبا موسى وولاه، ولم أعزلك تفضيلا له عليك. ثم رده على المصرين.
[وجد] المصعب على رجال من أهل البصرة فيهم أنس بن مالك وغيره. [ثم أمر] بأنس فقال له: أنشدك الله وخدمتى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. فخرّ مصعب من المنبر حتى لصق خده بالأرض وقال: سمعا وطاعة لله ولرسوله وحمله وكساه ووصله بعشرين ألفا.
كلّم الأحنف مصعبا فى قوم حبسهم. فقال: أصلح الله الأمير، إن كان الحق حبسهم فإن العفو يسعهم، وإن كانوا حبسوا فى باطل فالحق يخرجهم. قال: صدقت، وأخرجهم.
دخل أسقف نجران على مصعب فكلمه بكلام أغ [ضبه] فرماه مصعب بقضيب كان فى يده فأدماه. فقال: إن أذن الأمير فى الكلام
(٤) نور. . . الدّرن: ورد البيت فى الأغانى ٣/ ٣٥٠، /٣٥٨/صدق نيّرّ: فى الأغانى ٣/ ٣٥٠: «شرق بيّن»
(١٢ - ١٣) إن. . . حبسهم: فى أنساب الأشراف ٥/ ٢٨٢: «إن كنت حبستهم بحقّ»
(١٣) كانوا حبسوا: فى أنساب الأشراف ٥/ ٢٨٢: «كنت حبستهم»