للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عقبة بن أبى معيط معمن نفاه من بنى أمية عن [المدينة] إلى الشام. فلما طال مقامه بها قال <من الطويل>:

ألا ليت شعرى هل تغيّر بعدنا ... قباء وهل زال العقيق وحاضره؟

وهل نزحت بطحاء قبر محمد ... أراهط غرّ من قريش تباكره؟

لهم منتهى حبّى وصفو مودّتى ... ومحض الهوى منى وللناس سايره

وقال من قصيدة أخرى <من الخفيف>:

أقرينّ السلم إن جيت قومى ... وقليل لهم لدىّ السلام

ولقد حان أن يكون لهذا الدّ ... هر عنّا تباعد وانصرام

فلما بلغ بن الزبير شعر أبى قطيفة هذا قال: حنّ والله أبو قطيفة وعليه السلام ورحمة الله وبركاته، من لقيه فليخبره أنه آمن فليرجع. فبلغه ذلك فانكفأ راجعا فلم يصل إليها حتى مات.

قال بن عمار عن المداينى أن امرأة من المدينة تزوجها رجل من أهل الشام. فخرج إلى بلده عن كره منها، فسمعت منشدا ينشد [شعر] أبى قطيفة المقدم ذكره الذى أوله «ألا ليت شعرى هل تغيّر بعدنا». فشهقت شهقة وخرّت على وجهها ميتة. وفى رواية أن الشعر <من الطويل>:

ألا ليت شعرى هل تغيّر بعدنا ... جنوب المصلّى أم كعهدى القراين؟

(٤) نزحت: فى الأغانى ١/ ٢٨: «برحت»

(٧) أقرينّ (أقرئنّ): فى الأغانى ١/ ٢٨: «إقر منّى»

(١٦) جنوب: انظر الأغانى ١/ ٣٠ حاشية ٣