للذيب: كيف القسمة يا با جعدة؟ فقال: القسمة بيّنة، الحمار لك والضبى لى والأرنب لأبى الحصين. قال: فلطمه الأسد، أطاح رأس الذيب إلى بين يدى الثعلب ونظر إليه وقال: كيف القسمة يابا الحصين؟ فقال:
الحمار لغداك، والضبى لعشاك، والأرنب ما بين ذاك وذاك. فقال: لله درّك، من علّمك هذه القسمة؟ قال: رأس أبا جعدة [التى] بين يدى، وأنا كذلك أيها الأ [مير]. (١٢٠) وهل ترك لى هذا الرأس التى بين رجلى من جواب؟ فقال: أغرب إلى لعنة الله.
قلت: وقد ذكرنى هذا المثل نظيره، وفيه موعظة حسنة: زعموا أن أسدا وذيبا وثعلبا اصطحبوا برهة من الزمان. فكان الذيب والثعلب يعيشا بفضلات ما يكسّره الأسد ولا يحتاجا إلى سعى فى تحصيل ما يقتاتاه.
فحصل للأسد مرضا منعه عن الحركة، وضاق الأمر بالذيب والثعلب، فخرج الثعلب يتسبب له فيما يقتاته. وأفكر الذيب فى حيلة يغير قلب الأسد على الثعلب حتى يكسره ويقتات به. فسأل الأسد وقال: يا با جعدة، ما أرى أبو الحصين. فقال: ترى أن أبا الحصين كان يلوذ بالملك