الحجاج فأحضره وأوقفه. وقال له: قبحك الله، لقد أثمت ضراير أختك بها بما فعلت، فقال: وما الذى فعلته أصلح الله الأمير؟ فقال الحجاج:
علىّ بالسعاة من أهل إقليمه. فأحضروا جماعة فقال الحجاج: لا يتكلم منكم إلا رجل واحد. فقدموا من بينهم شيخ كوسج اللحية. فقال: ما الذى تشكون من واليكم هذا؟ فقال الشيخ: إنه نعم الأمير. فقال الحجاج: وكيف ويلك، وأنتم السعاة به؟ فقال: أصلح الله [الأمير] إنه أحسن إلينا من جهة أنه أغلا الخمر ببلادنا لكثرة استعماله إياه، ونحن قوم أكثر غلاّتنا الخمر، فتحسنت أسعارها منذ ولى علينا. فقال الحجاج:
قبحك الله من شيخ. فما أوجز شكواك وأبلغ سعايتك. فبينا هو فى الكلام، إذ دخل الحاجب مستأذن على بعض أصحاب محمد بن الأشعث، وأنه قد أحضر مستأسرا، فأمر بإحضاره. فلما مثل كلمه ثم أمر بضرب عنقه فضربت، وصارت الرأس بين رجلى أسد بن عبد الله. ثم نظر إليه الحجاج فقال: ما تقول ويلك فيما قال هذا الشيخ عنك؟ فقال: أيها الأمير، إن لى ولك مثلا. فقال: وما هو ويلك؟
فقال: زعموا أن أسدا وذيبا وثعلبا اصطحبوا فحصل لهم ذات يوم من الصيد حمارا وحشيا وضبيا وأرنبا، فوضعهم الأسد بين يديه وقال
(١٥ - ٥،١٧٨) زعموا. . . يدى: ورد النص فى كتاب الأذكياء ٢٤٢ - ٢٤٣ باختلاف بسيط فى اللفظ