للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تعرف ببئر طرنطاى، وهذه المسافة مسيرة ستّة أيّام هذا فى نفس الطريق الشامية من الديار المصرية وينتهى إلى تيه بنى إسرائيل ومتّصل بالطور والبحر والحجاز.

وقد ذكره ابن حوقل رحمه الله فى كتاب الأقاليم (١) فقال: والرمل المعروف بالهبير هو الذى طوله من وراء جبلى طئ إلى أن يتّصل بالجفار من أرض مصر قال: وعرضه من الشقوق إلى الأجفر ويقطع النيل إلى المغرب ويمتدّ فى أرض سجلماسة إلى البحر المحيط، وله عرق يضرب إلى عمان والبحرين ويقطع البحر الشرقى إلى جيحون وخوارزم وسمرقند ويتّصل بالصين وفيه اللوان (٢) مختلفة: أصفر، وأحمر، وأبيض، وأسود.

قلت: أمّا قوله: يقطع النيل، فوهم فإنّه لا يتعدّا منزلة القصير وبين القصير وبين النيل مسافة ثلاثة أيّام وبينهما بلاد ومزارع وأعمال مصر بالوجه البحرى كأعمال الشرقيّة ببلبيس وأعمالها متّصلة بالنيل، وكذلك الغربيّة بالمحلة وأعمالها متّصلة بالمالح، وكذلك أعمال إشموم متّصلة إلى دمياط بالمالح.

وأمّا اتّصاله بالمالح وهو البحر الرومى فنعم، فلو قال: إنّه يتّصل بالمغرب بعد قطعه المالح كان أقرب، ولعلّ الرجل ما دخل مصر فنقل عن سماع فإنّه فاضل مطّلع رحمه الله.

وقال قدامة بن جعفر رحمه الله فى كتاب الخراج: وفى وسط البحر الشرقى يعنى الحبشى كثيب رمل أحمر بعيد المسافة وفيه أمّة سود الألوان عظام الأجسام، يقال إنّهم يأكلون الآدميّين من البيض إذا وقعوا بهم من التجّار الغرقى والذين تسوقهم إليهم الرياح لآجالهم.

وأمّا التلاع فأبلغ من أن تحصى.


(١) صورة الأرض ١/ ٣٥،١٢
(٢) اللوان: الوان