وعن أيوب بن عباية قال: حدثنى رجل من خزاعة من أهل كليّة، وهى قرية كان يكون بها النّصيب وكثيّر قال: بلغنى أن النصيب قال: قلت الشعر وأنا شابّ فأعجبنى قولى، فجعلت آتى مشيخة من بنى (١٣٣) ضمرة بنى بكر بن عبد مناة، وهم موالى النّصيب، ومشيخة من خزاعة فأنشدهم القصيدة من شعرى ثم أنسبها إلى بعض شعرايهم الماضين.
فيقولون: أحسن والله! هكذا الشعر! وهكذا الكلام! فلما سمعت ذلك منهم علمت أنى محسن، فأجمعت على الخروج إلى عبد العزيز بن مروان وهو يوميذ بمصر. فقلت لأختى أمامة، وكانت عاقلة جلدة: أى أخيّة، إنى قد قلت الشعر وأنا أريد به عبد العزيز بن مروان، وأرجوا أن يعتقك الله عز وجل به وأمّك ومن كان مرقوقا من أهل قرابتى. قالت: إنّا لله وإنّا إليه راجعون! يابن أمّ، أتجمع عليك الخصلتان: السّواد، وأن تكون ضحكة للناس! قلت: فاستمعى، ثم أنشدتها فسمعت. فقالت: بأبى والله أحسنت! فى هذا والله رجاء عظيم، اخرج على بركة الله.
فخرجت على قعود لى حتى قدمت المدينة فوجدت بها الفرزدق فى مسجد النبى صلّى الله عليه وسلّم فعرّجت إليه فقلت: أنشده وأستنشده وأعرض عليه شعرى. فأنشدته فقال لى: ويلك! هذا شعرك الذى تطلب به الملوك!
(١) الكليّة: انظر الأغانى ١/ ٣٢٥ حاشية ٢
(٧) فأجمعت: فى الأغانى ١/ ٣٢٥: «فأزمعت»، انظر الأغانى ١/ ٣٢٥ حاشية ٣
(١١) أتجمع: فى الأغانى ١/ ٣٢٦: «أتجتمع»
(١٢) ضحكة: انظر الأغانى ١/ ٣٢٦ حاشية /١/ثم أنشدتها: فى الأغانى ١/ ٣٢٦: