وعن الأصمعى إنه كان إذا أنشد هذه الأبيات يقول: قاتل الله نصيبا ما أشعره! وهى <من الطويل>:
إن يكن من لونى السواد فإنّنى ... لكالمسك لا يروى من المسك ذايقه
إذا المرء لم يبذل من الودّ مثل ما ... بذلت له فاعلم بأنّى مفارقه
وما ضرّ أثوابى سوادى وتحته ... لباس من العلياء بيض بنايقه
وعن أسمعيل بن المختار مولى آل طلحة، وكان شيخا كبيرا قال:
حدّثنى النصيب أنه خرج هو وكثيّر والأحوص غبّ يوم مطرت فيه السماء. فقال: هل لكم فى أن نركب حميرا فنسير حتى نأتى العقيق فنبقى على أبصارنا؟ قالوا: نعم. فركبوا أفضل ما يقدرون عليه من الدواب، ولبسوا أحسن ما يقدرون عليه من الثياب، وتنكّروا وساروا حتى أتوا العقيق. فجعلوا يتصفحون ويرون بعض ما يشتهون، حتى رفع لهم سواد عظيم فأمّوه حتى أتوه. فإذا وصايف ورجال من الموالى ونساء بارزات. فسألوهم أن ينزلوا فنزلوا، ودخلت امرأة من النساء فاستأذنت لهم. فلم تلبث أن جاءت. فقالت: ادخلوا. فدخلوا على امرأة برزة
(١) ويروى. . . البيان: فى الأغانى ١/ ٣٥٢: «ويروى مكان من فضل ذاك، فضل البيان وهو أجود»