(١٤٠) على فرش لها. فرحّبت وحيّت، فإذا كراسىّ موضوعة فجلسن جميعا فى صفّ واحد كلّ إنسان على كرسىّ. فقالت: إن أحببتم أن ندعوا بصبىّ فنصيّحه ونعرك أذنيه فعلن، وإن شيتم بدأنا بالغداء. فقلن:
أبتديى بالصبىّ؟ فلن يفوتنا الغداء. فأومأت بيدها إلى بعض الخدم فلم يكن إلا كلا ولا، حتى جاات جارية جميلة قد سترت بمطرف فأمسكوه عليها حتى ذهب بهرها. ثم كشفوه عنها فقالت لها مولاتها: ويحك! من قول نصيب عافا الله أبا محجن فقالت <من الطويل>:
ألا هل من البين المفرّق من بدّ ... وهل مثل أيام بمنقطع السعدى
تمنّيت أيّامى أوليك والمنى ... على عهد عاد ما تعيد ولا تبدى
فغنّته فجاات به كأحس ما سمعت بأحلا لفظ وأشجا صوت. ثم
(٣) نعرك: انظر الأغانى ١/ ٣٥٧ حاشية ١
(٤) ابتديى (ابتدئى): فى الأغانى ١/ ٣٥٧: «بلى تدعين»
(٥) كلا: انظر الأغانى ١/ ٣٥٧ حاشية ٣
(٦) بهرها: انظر الأغانى ١/ ٣٥٧ حاشية ٥
(٨) بمنقطع السعدى (السّعد): انظر الأغانى ١/ ٣٥٧ حاشية ٧