كان خروجه فى أول أيام عبد الملك بالموصل. وجرت له حروب ووقايع مع النواب بالعراق يطول شرحها. وكان سبب ولاية الحجاج العراقين شبيب. وبعث إليه الحجاج فى مدة هذه السنين من ولايته خمس قوّاد فقتلهم واحد بعد واحد. ثم خرج من الم [وصل] يريد الكوفة، وخرج الحجاج من البصرة يريد الكوفة. وبلغ ذلك شبيبا فطمع فى لقايه قبل أن يصل الكوفة، فأقحم الحجاج خيله فدخلها قبله فى سنة سبع وسبعين، وتحصن الحجاج فى قصر الإمارة. ودخل إليها شبيب وأمه جهيزة وزوجته غزالة عند الصباح، وكانت غزالة نذرت أن تدخل مسجد الكوفة وتصلى ركعتين تقرأ فى الواحدة سورة البقرة والأخرى آل عمران. فأتت الجامع فى سبعين رجلا فصلّت فيه الغداة وخرجت من نذرها.
وكانت غزالة من الشجاعة بالموضع العظيم، وكانت تقاتل فى الحروب بنفسها. وقد كان الحجاج هرب فى بعض الوقايع منها فعيّره بذلك عمران بن حطّان السدوسى فقال <من الكامل>:
أسد علىّ وفى الحروب نعامة ... فتخاء تنفر من صفير الصّافر
هلاّ برزت إلى غزالة فى الوغى ... بل كان قلبك فى جناحى طاير