للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(١٤٧) وكانت أم شبيب جهيزة أيضا شجاعة تشهد الحروب وتتنادرهما الفرسان فى حومة الطعان. وقيل إن شبيبا أقام عشرين سنة يدعى أمير المؤمنين، ولما عجز عنه الحجاج، بعث عبد الملك إليه عساكر كثيفة من الشام عليها سفيان بن الأبرد الكلبى، فوصل إلى الكوفة، وخرج الحجاج أيضا، وتكاثروا على شبيب، فانهزم وقتلت غزالة وجهيزة، ونجا شبيب فى فوارس من أصحابه، واتبعه سفيان فى أهل الشام فلحقه بالأهواز. فولّى شبيب فلما حصل على جسر دجيل قفز به فرسه وعليه الحديد الثقيل من درع ومغفر وغيره فألقاه فى الماء. فقال له بعض أصحابه: أغرقا يا أمير المؤمنين؟ فقال: {ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ}. ثم ألقاه دجيل على ساحله ميتا. فحمل على البريد إلى الحجاج فأمر بشق بطنه. فشقّ واستخرج قلبه فإذا هو كالحجر، إذا ضرب به الأرض نبا عنها. فشقّ أيضا فكان فى داخله قلب صغير كالكرة. فشقّ فأصيب علقة الدم فى داخله.

وكان شبيب إذا صاح فى جنبات الجيش لا يلوى أحد على أحد من هيبته وفروسيته، وفى ذلك يقول الشاعر <من البسيط>:

إذا صاح يوما حسبت الصخر منحدرا ... والريح عاصفة والموج يلتطم

وقال بعضهم: رأيت شبيبا وقد دخل المسجد، وعليه جبّة طيالسة وعليها نقط من أثر المطر، وهو طويل أشمط جعد آدم. فجعل المسجد يرتج له. وكان مولده يوم عيد النحر سنة ست وعشرين هجرية، وغرق بدجيل سنة سبع وسبعين.

(٧) قفز: فى وفيات الأعيان ٢/ ٤٥٥ «نفر»

(١٤ - ١٦) وكان. . . يلتطم: النص ناقص فى وفيات الأعيان ٢/ ٤٥٤ - ٤٥٨