وكان أبوه من مهاجرة الكوفة، فغزا سليمن بن ربيعة الباهلى فى سنة خمس وعشرين للهجرة (١٤٨) فأتوا الشام وأغاروا على بلاد وأصابوا سبيا وغنموا، وأبو شبيب فى ذلك الجيش، فاشترى جارية من السبى حمراء طويلة جميلة. فقال لها: أسلمى. فأبت فضربها فازدادت تنمّرا ولم تسلم، فواقعها فحملت، فتحرك الولد فى بطنها فقالت: فى بطنى شئ ينقز.
فقيل: أحمق من جهيزة، وضرب المثل بحمقها وهى التى عنا بها الحريرى فى مقاماته. ثم لاطفها فأسلمت فولدت شبيبا سنة ست وعشرين يوم النحر. فقالت لمولاها: إنى رأيت قبل أن ألد كأنى ولدت غلاما فخرج منى شهاب من نار فسطع بين السماء والأرض ثم سقط فى ماء فخفى، وقد ولدته فى يوم أريق فيه الدماء. وقد زجرت أن ابنى هذا يعلوا أمره ويكون صاحب دماء يريقها. هذا آخر كلام ابن السكين.
ولما زال أمر شبيب أحضر إلى عبد الملك بن مروان رجل يرى برأى الخوارج وهو عتبان الحرورى ابن أصيلة، ويقال وصيلة، وهى أمه من بنى محلّم، وهو من بنى شيبان من الشراة بالجزيرة، وكان قد قال أبياتا عديدة ذكرها المرزبانى فى المعجم. فقال له عبد الملك: ألست القايل يا عدوّ الله فى قصيدتك <من الطويل>:
(٧) الحريرى فى مقاماته: لم يذكر هذا المرجع فى وفيات الأعيان ٢/ ٤٥٧
(١٥) المرزبانى فى المعجم: انظر معجم الشعراء ١٠٨ - ١٠٩