فإن يك منكم كان مروان وابنه ... وعمرو ومنكم هاشم وحبيب
فمنّا حصين والبطين وقعنب ... ومنّا أمير المؤمنين شبيب
فقال: لم أقل كذا يا أمير المؤمنين، وإنّما قلت: ومنّا أمير المؤمنين شبيب.
فاستحسن ذلك من قوله وأمر بتخلية سبيله.
وهذا الجواب فى نهاية الحسن فإنه إذا كان قول «أمير» مرفوعا، كان مبتدأ فيكون شبيب أمير المؤمنين، وإذا كان أمير منصوبا فقد (١٤٩) حذف منه حرف النداء ومعناه يا أمير المؤمنين منا شبيب. فلا يكون شبيب أمير المؤمنين، بل يكون منهم.
قلت وقد رأيت فى مسوداتى أنه أحضر إلى عبد الملك بن مروان أبو المنهال الخارجى شاعرا جيدا مستأمنا بعد ما كان قال لعبد الملك هذه الأبيات <من الطويل>:
أبلغ أمير المؤمنين رسالة ... وذو النصح لو يدعى إليه قريب
فلا صلح ما دامت منابر أرضنا ... يقوم عليها من ثقيف خطيب
وإنك لا ترض بكر بن وايل ... يكن لك يوم بالعراق عصيب
وبعد هذه الأبيات الثلثة البيتان المذكوران، وأبو المنهال هو عتبان ابن وصيلة المذكور، وقوله من ثقيف، يريد الحجاج بن يوسف الثقفى.
(١٠) قلت. . . مسوداتى: فى وفيات الأعيان ٢/ ٤٥٦: «وذكر. . . المعروف بابن عساكر الدمشقى فى تاريخ دمشق. . .»