تزوجت إليهم انقلبت البغض حبا حتى ما أهل بيت أحب إلىّ منهم، وحملنى على ذلك على أن قلت ما بلّغت. وإنك أحللت الحجاج من سلطانك المحل الذى لا مزيد. فلا أمن إذا نكح إلى آل أبى طالب أن يميل إليهم فيسعى لهم فى الأمر. فقال عبد الملك: وصلتك رحم، يا با هاشم، فلقد قضيت الحق وأديت الأمانة ومحضت النصيحة.
ثم إنّ عبد الملك أحضر كاتبه، وأمره أن يكتب إلى الحجاج بأن يطلق له أم كلثوم قبل أن يضع الكتاب من يده. فلما انتهى الكتاب إلى الحجاج أطاع. وقدم عبد الله بن جعفر دمشق فنزل فى أخبيته بظاهرها، ولا علم له بما صنع (١٥٢) خالد، وعلم عبد الملك بمقدمه. فأمر ابنه الوليد بن عبد الملك أن يخرج إلى عبد الله بن جعفر فلا يكلمه كلمة حتى يأمر بإلقاء الخباء عليه. وبينما عبد الله جالس فى الخباء، فأمر الوليد فقلعوا أطناب الخباء فسقط عليه، فخرج من تحته، فإذا الوليد قايم فسلم عليه عبد الله فلم يرد عليه الوليد. ثم قال له: يا شيخ، عمدت إلى عقيلة من عقايل قريش من أهل بيت عبد مناف تنكحها رجلا من ثقيف. فقال له عبد الله:
يا با العباس، إن كان الناس لا يعلمون عذر عمك أفما تعلمه أنت؟ فقال له: وما هو عذرك؟ فقال له: إن الخلفاء لم تزل تصل رحمى وتعيننى على أمرى حتى كان أبوك، فجفانى حتى ركبنى من الدّين ما لا أرجوا له
(٨ - ١،٢٢٦) وقدم. . . لأنكحته: وردت هذه القصّة فى أعلام النساء ٤/ ٢٥٢ - ٢٥٣؛ العقد الفريد ٢/ ٧١ - ٧٢