معوية وهو حديث السن غلام فى أذنه شنف، وهو القرط من رواية. فنزع الشنف من أذنه. ثم أسند وصيته إليه دون ساير ولده. وقال له: يا بنى، لم أزل أرجوك لها منذ ولدت. فنهض معوية بوصية أبيه، وقضى دينه، وقسم تركته، ولم ينقم أحد من ورثة أبيه عليه أمرا.
قلت: هكذ، رأيت الرواية، أنه نزع من أذنه الشنف. وقال صاحب هذه الرواية وهو ابن ظفر أن الشنف عند العرب ما يجعل فى أعلا الأذن، والقرط ما يجعل فى شحمة الأذن. ومن رواية أخرى أن الشنف ما كان فى شحمة الأذن والقرط ما كان فى أعلاها، وقد قيل <من الطويل>:
أغار من القرطين خيفة حبّها ... ألم ترهم مثل قلبى يعذّب
وأنكر من تلك الغداير أنها ... متى أرسلت ضلّت مع الحجل تلعب
وما لاح فى الغرب الهلال وإنما ... هو البدر إجلالا لها يتنقب
والعادة أن الغلمان الذكران لا يكون فى أعلا آذانهم قرطا، وخص بذلك النساء. فالصحيح أن الذى فى شحمة الأذن يسمى شنفا، والذى فى أعلاها قرطا. وإذ قد ساق الكلام ذكر عبد الله بن جعفر رضى الله عنه فلنذكر شئ من مآثره ومبدأه رضى الله عنه.