استدعا بالقبابين ثم أحصى من يأخذ الأرزاق فى كل سنة فوجدوهم ثلثماية ألف من الجند وماية ألف نفر من أرباب الصدقات والقراء والقضاة. فحسبوا ما يكفيهم فى كل سنة، فوجدوا ذلك المال كفاية أرزاق ثلث سنين ويزيد.
فنادوا فى الناس بذلك. فكبروا وفرحوا وحمدوا الله تعالى ودعوا لأمير المؤمنين.
وعن محمد بن هرون بن بكار عن خالد بن تبوك قال: حدثنى شيخ من أهل (١٧٣) العلم أن الوليد اشترى العامودين الخضر الذين تحت القبة من حرب بن خالد بن يزيد بن معوية بألف وخمس ماية دينار.
وقيل أن نصف الجامع من الشرق كان كنيسة للروم، وأن الوليد طلبها منهم وقال: إن الإسلام قد كثر ومسجدنا داق بجمعنا. فقالوا: معنا نسخة فيها خط من مضا من الخلفاء، وخط أبيك عبد الملك أن لا نعارض. فقال: فالكنايس الخارجة عن دمشق معكم بها خطوط؟ قالوا:
لا. فقال: أريد أخربها. فلما تحققوا ذلك أعطوه ما طلب للجامع.
وقالت الروم: أى من أخربها يصاب من وقته. فهابها الناس. فنزل الوليد عن فرسه وعليه حلة خضراء وعمامة خضراء وأخذ فأسا وجعل يضرب ويخرب، والناس قيام ينظرون إليه. ثم تداعت الناس فهدموها. وروى أن ملك الروم كتب إلى الوليد يقول: أما بعد فإنك أخربت شئ رضى به
(١) استدعا (استدعى) بالقبابين: فى مدينة دمشق ٢/ ٣٦: «قال: الموازين، فأتت الموازين، يعنى القبابين»
(٦) محمد. . . بكار: فى مدينة دمشق ٢/ ٣٦: «محمد بن أحمد بن هرون، يعنى العاملى»
(٧) الوليد: فى مدينة دمشق ٢/ ٣٦: «عبد الملك» //القبة: فى مدينة دمشق ٢/ ٣٦: «النسر»