للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولقد أراد الله إذ ولاّكها ... من أمّة إصلاحها ورشادها

وعمرت أرض المسلمين فأقبلت ... وكففت عنها من يريد فسادها

وأصبت فى أرض العدوّ مصيبة ... عمّت أقاصى غورها ونجادها

ظفرا ونصرا ما تناول مثله ... أحد من الخلفاء كان أرادها

وإذا نشرت له الثناء وجدته ... جمع المكارم طرفها وتلادها

(١٧٧) فأشار الوليد إلى بعض الخدم، فغطّوه بالخلع ووضعوا بين يديه كيسة الدنانير وبدر الدراهم. ثم قال: يا مولى بنى نوفل بن الحرث، لقد أوتيت أمرا جليلا. فقال: وأنت يا أمير المؤمنين! فقد آتاك [الله] عز وجل ملكا عظيما وشرفا عاليا، وعزّا بسط يدك فيه فلم يقبضه عنك ولا يفعل إن شاء الله. وأدام [الله] لك، ما ولاّك، وحفظك فيما استرعاك، فإنك أهل لما أعطاك، ولا ينزعه منك إذا رآك أهلا لما أتاك. قال الوليد: يا نوفلىّ، وخطيب أيضا! قال بن سريج: عنك نطقت، وبلسانك تكلّمت، وبعزّك بيّنت. وقد كان الوليد أمر بإحضار الأحوص بن محمد الأنصارى وعدىّ بن الرّقاع العاملىّ حين غنا ابن سريج بشعرهما فى الوليد. فلما قدما أمر بإنزالهما حيث بن سريج فأنزلا منزلا إلى جنب بن سريج. فقالا: والله

(٢) عمرت: فى الأغانى ١/ ٣٠١: «أعمرت»

(١١) ينزعه. . . أتاك: فى الأغانى ١/ ٣٠١: «نزعه منك إذ رآك له موضعا»