بالهوينا. ولكن خذ حلّتى هذه وخاتمى ولا تخدع فيهما فإن شراءهما ألف وخمس ماية دينار.
وفى رواية حمّاد بن إسحق أنه لما نزل إليه قال له: بالله عليك، أنت بن سريج؟ قال: نعم. قال: حيّاك الله أبا يحيى! وهذا عمر بن أبى ربيعة؟ قال: نعم. قال: حيّاك الله يا با الخطاب! فقالا له: وأنت فحيّاك الله! قد عرفتنا فعرّفنا بنفسك. قال: لا يمكننى ذلك. فغضب بن سريج فقال: والله لو كنت يزيد بن عبد الملك ما زاد. فقال له: مهلا أبا يحيى، أنا يزيد بن عبد الملك. فوثب إليه عمر فأعظمه وهوى ابن سريج فقبّل ركابه، فنزع حلّته وخاتمه (١٨٢) فدفعهما إليه ومضى يركض حتى لحق ثقله. فجاء بهما ابن سريج إلى عمر فأعطاه إياهما. وقال: إن هذين بك أشبه منى بهما. فأعطاه عمر ثلثماية دينار وغدا فيهما إلى المسجد.
فعرفهما الناس وجعلوا يتعجّبون ويقولون: كأنهما والله حلة يزيد بن عبد الملك وخاتمه. ثم يسألون عمر عنهما فيخبرهم أن يزيد كساه ذلك.
وعن عمير بن سعد مولى الحرث بن هشام قال: خرج ابن الزبير أيام خلافته ليلة إلى أبى قبيس فسمع غناء. فلما انصرف رآه أصحابه، وقد حال لونه. فقالوا إنّ بك لشرّا. قال: إن ذاك. قالوا: وما هو؟ قال: لقد سمعت صوتا إن كان من الجنّ إنه لعجب فيه، وإن كان من الإنس فما
(١) فيهما: فى الأغانى ١/ ٢٦٤: «عنهما»
(٣) أنه: يعنى يزيد بن عبد الملك، انظر الأغانى ١/ ٢٥٨