للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومن أخبار المغنين بمكة ما رواه صاحب كتاب الأغانى عن عبد الرحمن (١٨٣) بن إبراهيم المخزومىّ قال: أرسلتنى أمّى، وأنا غلام أسأل عطاء بن أبى رباح عن مسيلة، فوجدته فى دار يقال لها دار المعلّى. فقال أبو أيّوب فى خبره دار المقلّ، وعليه ملحفة معصفرة، وهو جالس على منبر، وقد ختن ابنه، والطعام يوضع بين يديه، وهو يأمر به أن يفرّق، فلهوت مع الصبيان ألعب الجوز حتى أكل القوم وتفرّقوا وبقى مع عطاء خاصّته، فقالوا: يا أبا محمد، لو أذنت لنا فأرسلنا إلى الغريض وابن سريج! فقال: ما شيتم. فأرسلوا إليهما. فلما أتيا قاموا معهما وثبت عطاء فى مجلسه. فلم يدخل. فدخلوا بهم بيتا فى الدار فتغنّيا، وأنا أسمع.

فبدأ بن سريج فغنا ونقر بالدّفّ بشعر كثيّر يقول <من الطويل>:

لليلى وجارات لليلى كأنّها ... نعاج الملا تحدى بهن الأباعر

أمنقطع يا عزّ ما كان بيننا ... وشاجرنى يا عزّ فيك الشّواجر

إذا قيل هذا بيت عزّة قادنى ... إليك الهوى واستعجلتنى البوادر

أصدّ وبى مثل الجنون لكى يرى ... رواة الخنا أنّى لبيتك هاجر

(١ - ١٠،٢٧٨) عبد الرحمن. . . سريج: ورد النص فى الأغانى ١/ ٢٧٨ - ٢٨١

(٥) يفرّق: فى الأغانى ١/ ٢٧٨: «يفرّق فى الخلق»

(١٢) الشّواجر: انظر الأغانى ١/ ٢٧٨ حاشية ٥

(١٣) إليك: فى الأغانى ١/ ٢٧٨: «إليه» //البوادر: فى الأغانى ١/ ٢٧٨ حاشية ٦:

«البوادر الدموع»