وفيها كان غلاء بمصر ووباء كثير، وتوفى جماعة من أعيان مصر يطول تعدادهم، وكان مأتاه من المغرب والإسكندرية وتنقل (١٩٩) إلى الشام ثم إلى العراق فى سنة خمس وتسعين. وتوفى فيها الحجاج بن يوسف بواسط فى شهر رمضان.
قال القضاعى رحمه الله تعالى فى تاريخه: إن عدة من قتله الحجاج صبرا ماية ألف وعشرون ألفا، وإنه توفى فى حبسه خمسون ألف رجل وثلثون ألف امرأة.
ولنعود لذكر ابن أبى ربيعة. قال عثمان بن إبراهيم الحاطبىّ: أتيت عمر بن أبى ربيعة بعد أن أسنّ ونسك بسنين، وهو فى مجلس قومه من بنى مخزوم، قال: فانتظرت حتى تفرّق القوم ثم دنوت منه ومعى صاحب لى ظريف، وقد كان قال لى: تعال حتى نهيجه على الغزل وذكره. فننظر هل بقى فى نفسه منه شئ. فسلّمنا عليه فرحب بنا فقال له صاحبى: يا با الخطاب أكرمك الله، لقد أحسن العذرىّ وأجاد فيما قاله، فنظر عمر إليه وقال: حيث ماذا يقول؟ قال: حيث قال <من البسيط>:
لو جذّ بالسيف رأسى فى مودّتها ... لمرّ يهوى سريعا نحوها راسى
قال: فارتاح عمر إلى قوله وقال: هاه! لقد أجاد وأحسن والله.
(٣) فيها: وفقا لديتريخ، مقالة «الحجاج بن يوسف» ٤٢، توفى فى رمضان سنة ٩٥
(٥) القضاعى. . . تاريخه: تاريخ القضاعى، ص ١٤٠، قارن هنا ص ٣١٢:٧ - ٨
(٨ - ١،٣١٢) عثمان. . . أجنّ: ورد النص فى الأغانى ١/ ١٧٤ - ١٧٧،١٨٠ - ١٨٢،١٩٠ - ١٩٧،١٩٩ - ٢٠١،٢٠٣،٢٠٧،٢١١ - ٢١٢