للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لى البيت. وأخذت أنظر. فإذا أنا بثور فيه خلوق، فأدخلت يدى فيه. ثم خبأتها فى ردنى حتى إذا صرت على باب المضرب، أخرجت يدى فضربت بها على باب المضرب. ثم صرت إلى مضربى. فدعوت غلمانى فقلت: أيّكم يقفنى على باب مضرب عليه كفّ خلوق فهو حرّ، وله خمس ما [ية درهم]. فما لبثت أن جاء بعضهم فقال: قم. فنهضت معه، فإذا أنا بالكفّ طريّة، وإذا المضرب مضرب فاطمة بنت عبد الملك بن مروان، (٢٠٤) وقد أزمعت الرحيل. فلما نفرت نفر معها. فبصرت فى طريقها بقباب ومضرب وهية جميلة. فسألت عن ذاك، فقيل لها: هذا عمر بن أبى ربيعة. فساءها ذلك وقالت العجوز التى كانت أرسلتها إليه:

قولى له نشدتك الله والرّحم أن تصحبنى، ويحك! ما شأنك وما الذى تريد؟ انصرف ولا تفضحنى وتشيط دمك. فصارت العجوز إليه وأدّت ما قالت. فقال: لست بمنصرف أو توجّه إلىّ بقميصها الذى يلى جلدها.

فأخبرتها ففعلت، ووجّهت بقميص من ثيابها. فزاده شغفا، ولم يزل يتبعهم ولا يخالطهم، حتى إذا صاروا على أميال من دمشق، انصرف وقال <من الكامل>:

ضاق الغداة بحاجتى صدرى ... وأيست بعد تقارب الأمر

(١) خلوق: انظر الأغانى ١/ ١٩٣ حاشية ٢

(٧) نفر: فى الأغانى ١/ ١٩٣: «نفرت»

(١١) تشيط دمك: انظر الأغانى ١/ ١٩٣ حاشيتين ٧ - ٨