وعن عبد الملك بن عبد العزيز قال: بيننا عمر بن أبى ربيعة يطوف بالبيت، إذ رأى عايشة بنت طلحة بن عبيد الله المقدّم ذكرها. . . مصعب ابن الزبير. . . ترطنا أن نذكر من حديثها لمعا ها هنا. وقد تقدم الكلام أنها كانت من أجمل النساء. فرآها عمر، وهى تريد الرّكن تستلمه. فبهت لما نظرها، ورأته وعلمت أنها وقعت فى نفسه. (٢٠٦) فبعتث إليه بجارية لها تقول له: اتّق الله ولا تقل هجرا، فإن هذا مقام لا بد فيه مما رأيت.
وقال للجارية: أقريها السلام وقولى لها: ابن عمك لا يقول إلا حسنا، وقال <من الوافر>:
لعايشة ابنة التّيمىّ عندى ... حمّى فى القلب، ما يرعى حماها
تذكرنى ابنة التّيمى ظبى ... يرود بروضة سهل رباها
وهى طويلة جدا، وقال فيها أشعار كثيرة. فبلغ ذلك فتيان بنى تيم، أبلغهم فتى منهم وقال لهم: يا بنى تيم بن مرّة، ها الله ليقذفنّ بنو مخزوم بناتنا بالعظايم وتغفلون! فمشى ولد أبى بكر وولد طلحة بن عبيد الله إلى عمر بن أبى ربيعة. فعنّفوه فى ذلك فقال لهم: والله لا عدت أذكرها فى شعر أبدا. ثم قال بعد ذلك فيها-وكنى عن اسمها-فى قصيدته التى أولها <من البسيط>:
يا أمّ طلحة إنّ البين قد أفدا ... قلّ الثّواء لين كان الرّحيل غدا