للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقيساريّة وحيفا وعكّة وصور وصيدا وبيروت وجبيل واطرابلس الشام، وانطرسوس وأدنة، والمصيصة وجبلة واللاذقيّة وبلد أنطاكية، ثم يمرّ على بلاد الأرمن تسيس إلى الروم إلى خليج القسطنطينيّة، وقيل طوله ستّة آلاف ميل وعرضه من المائة (١٤٧) إلى الستّمائة بحسب اختلاف الأماكن فى السعة والضيق.

وفيه جزائر يأتى ذكرها، وقيل إن ذو القرنين هو الذى فتح هذا الزقاق عند مدينة سبتة لأنّ مكان البحر كان واديا عظيما فيه أمم كثيرة ومدن وحصون ومزارع وقرى وآثارها باقية فيه، وكان أهلها عصاة على الإسكندر فأقام ينذرهم أربعين سنة فلم يطيعوه فأرسل عليهم الماء من الزقاق فغرقوا.

قلت: هذه رواية ضعيفة، إن كان قصدهم ذو القرنين الإسكندر اليونانى فإنّه لم تطول مدّته إلى أربعين سنة، وإن أعنوا ذو القرنين الأوّل فلعلّه.

قال: ويتشعّب منه خليج طوله خمس مائة ميل ويتّصل بمدينة رومية ويسمّى أروس، وقد زعم قوم: أنّ البحر الرومى متّصل بالبحر الحبشى واحتجّوا بأنّه وصل فى الزمان القديم قوم إلى جزيرة الأندلس فى مراكب فأغاروا عليهم ووجدوا فى مراكبهم النارنجيل وهو شجر لا يكون إلاّ فى للبحر الشرقى وهو شجر يشبه المقل وليفه يعمل به مراكب البحر الشرقى لأنّ مراكب البحر الرومى مسمرة بالمسامير والبحر الشرقى كثير الحجارة <و> المغناطيس فتشدّ المراكب بليف النارنجيل، قلت: وهذا القول بعيد لما بين البحر الشرقى والغربى من المسافات والبحار والجبال.

وأمّا خليج القسطنطينيّة: (١) فقد توهّم قوم أنّ الخليج المذكور إنّما يأخذ من البحر الرومى ويصبّ فى بحر باب الأبواب والأمر بالعكس لأنّ علماء الهيئة


(١) مأخوذ من مرآة الزمان ٢٦ آ، -١