ذكروا أنّ فى ناحية الشمال بحر يقال له نيطس طوله ألف ميل وعرضه ثلاثمائة ميل وهو أحد البحور السبعة ومصبّه من ناحية الشمال من بحر آخر أكبر منه، وعلى سواحله خلق عظيم من ولد يافث (١٤٨) بن نوح عليه السلام، يمتدّ إلى خليج القسطنطينيّة، وطول هذا الخليج ثلاثمائة ميل وعرضه عشرة أميال، والقسطنطينيّة إلى جانبه من ناحية الشمال، وهو خليج عسر كثير العطب عظيم الأمواج، وقال ابن المنادى: البحر المعروف بنيطس من وراء القسطنطينيّة يجئ من بحر الخزر وعرض فوهته ستّة أميال، يمرّ على القسطنطينيّة ثم يصبّ فى بحر الروم ويمرّ ببلاد الأندلس فإذا انتهى إليها صار بين جبلين ويضيق حتى يصير عرضه مقدار السهم.
وأمّا بحر باب الأبواب، (١) قال علماء الهيئة: هذا البحر مستدير الشكل إلاّ أنّه إلى الطول أقرب، وطوله ثمان مائة ميل وعرضه ستّمائة ميل، وعليه الخزر والديلم وجرجان وطبرستان والترك وأمم كثيرة، وفيه التنّين، واختلفوا فيه على قولين: أحدهما: إنّه دابّة تكون فى البحر فتعظم فتؤذّى دوابّ البحر فيبعث الله تعالى عليها ريحا فيخرجها إلى وجه الماء فيتعلّق بها السحاب فيلقيها فى الأرض، والثانى: إنّها ريح سوداء تكون فى قعر البحر فتظهر إلى ظاهره ثم ترتفع إلى الجوّ وتلتحق بالسحب كالزوبعة إذا ثارت من الأرض واستدارت وثار معها الغبار فيتوهّم الناس أنّها حيّة عظيمة سوداء خرجت من البحر، والأوّل أقرب إلى الصحيح.