هذى الأرامل قد قضّيت حاجتهم ... فمن لحاجة هذا الأرمل الذكر
الخير ما دمت حيّا لا يفارقنا ... بوركت يا عمر الخيرات من عمر
قال: يا جرير، ما أرى لك فيما ها هنا حقّا. قال: بلى يامير المؤمنين، (٢٣١) أنا بن سبيل ومنقطع بى. فأعطاه من صلب ماله ماية درهم. وروى أنه قال له: ويحك يا جرير، لقد ولينا هذا الأمر وما نملك إلا ثلثماية درهم، ماية أخذتها أم عبد الله، وماية عبد الله وماية موجودة، يا غلام أعطه الماية الموجودة. فأخذها وقال: لهى والله أحبّ إلىّ من جميع ما أملك. ثم خرج فلقيه الشعراء فقالوا: ما وراءك يا جرير؟ فقال: ما يسوءكم، خرجت من عند رجل يعطى الفقراء، ويمنع الشعراء، وإنى عنه لراض، وقال <من الطويل>:
رأيت رقى الشيطان لا يستفزه ... وقد كان شيطانى من الإنس راقيا
وروى أن عبد الحميد كتب إليه يستأذنه فى قوم من الديوان اختانوا.
فكتب إليه يقول: قد ورد علىّ كتاب منك تذكر فيه أن قبلك قوما قد اختانوا، وتستأذنى فى الانبساط عليهم. فالعجب منك فى استيثارك إياى فى عذاب بشر مثلى كأنى جنة لك. وكأنّ رضاى عنك ينجيك من من سخط الله عز وجل. فإذا جاءك كتابى هذا، فانظر من أقر منهم بشئ فخذه بما أقر به على نفسه، ومن أنكر استحلفه وخل سبيله. فلعمرى لأن يلقوا الله
(١١) رأيت. . . راقيا: هذا البيت ناقص فى ديوان جرير//الإنس: فى وفيات الأعيان ١/ ٤٣٤: «الجن»