تعالى بجناياتهم أحب إلىّ أن ألقاه بدمايهم والسلام.
وكان من دعايه يقول: اللهم إنى أطعتك فى أحب الأشياء إليك وهو توحيدك، ولم أعصك فى أبغض الأشياء إليك وهو الكفر بك، فاغفر لى ما بينهما. وهذا ممن أوجز دعاى يكون وأبلغه.
وروى أن لما كان فى خلافة المعتصم بالله بن الرشيد، بلغه أن فى بعض الأديرة بالروم قميص لعمر بن عبد العزيز ما وضعه عليه ذى علة إلا وأبرأه الله عز وجل من علته. فسير المعتصم إلى ملك الروم رسولا (٢٣٢) يقول: إن هذا القميص لنا، ونحن أحق به منكم إذ هو من آثار سلفنا. وكان قد بلى الروم من المعتصم بما لم يبلوا بمثله من غيره. فسير ملك الروم إلى ذلك الدير يطلب القميص وإنفاذه، فحضر كبير ذلك الدير وقال: أنفذنى رسولا فإنى سأسد باب هذا الطلب. فأنفذه، فلما مثل بين يدى المعتصم سأله عن القميص: وهل الذى بلغه عنه له صحّة. فقال:
نعم، يامير المؤمنين. فقال: ولم لا أحضرته، انقضتم المهادنة بيننا إذ الشرط: لا يطلب منهم شئ كاين ما كان فيمنعوه. فقال كبير الدير: يامير المؤمنين، فهذا القميص لمن كان؟ قال: لأحد خلفانا المسلمين. فقال:
وثبت ذاك عند أمير المؤمنين؟ قال: نعم. قال: وكذلك هو عندنا تابثا.
فيا أمير المؤمنين لتكن أنت مثل ذلك الخليفة، واعمل بعمله يكن لباسك