صبرت لها وكنت أخا حفاظ ... إذا حام الليام عن النزال
فهذا والمنيّة من وراى ... ستطرقنى بها أحد الليالى
فقال المهلب: أما والله يا بنى لين بقيت لترمين الغرض.
وكان من أمره أنه برز إلى الحروب، وهو ابن ثمان عشرة سنة، واتخذ درعا من حديد مجوفة. فكان يدخل فيها يده اليسرى. فإذا اختلفت الرماح أمامه وأضلته السيوف. وضع يده اليسرى على رأسه. ثم حمل فلا يقوم له شئ. وولى خراسان ثم تغلّب (٢٣٦) على البصرة. ثم دعى لنفسه. فكان عاقبة أمره ما هو مشهور فى التواريخ من حروب مشهورة ووقايع مذكورة إلى أن قتل فى سنة اثنين وماية، وقيل فى سنة ثلاث وماية.
وروى أن عمر بن عبد العزيز حبسه. فهرب من الحبس، ومر فى مسيره بحى من أحياء العرب. فقرته امرأة من الحى وذبحت له شاة. فقال لابنه محلد حين أصبح عندها: كم معك يا بنى من المال؟ قال: ثمان ماية دينار: قال: ادفعها إلى العجوز. فقال: يابه إنك محتاج إلى الرجال
(١) لها: فى أنباء نجباء الأبناء ١٢٥: «له» //الليام: فى أنباء نجباء الأبناء ١٢٥: «الرجال»
(٢) ستطرقنى بها أحد: فى أنباء نجباء الأبناء ١٢٥: «ستطرق مهجتى أحدى»
(٩ - ١٠) سنة. . . ماية: وفقا لزيترستين، مقالة «يزيد بن المهلب» ١٢٦٠، توفى فى سنة ١٠٢
(١١ - ٣،٣٦٠) وروى. . . ففعل: ورد النص فى التذكرة الحمدونية ٢/ص ٢٧١