ولا رجال إلا بمال، وهذه العجوز يرضيها اليسير. ثم هى لا تعرفك.
فقال: يا بنى إن كان يرضيها اليسير فأنا لا أرضى لها إلا بالكثير، وإن كانت لا تعرفنى فأنا أعرف نفسى، ادفع إليها المال ودع اللجاج. ففعل.
وأما ولده مخلد بن يزيد بن المهلب فإن الأزد سودته وسنه ثنتا عشر سنة، وفى ذلك قال حمزة بن بيض يمدحه <من المتقارب>:
بلغت لعشر مضت من سني ... ك ما يبلغ السيد الأشيب
فهمّك فيها جسام الأمور ... وهمّ لداتك أن يلعبوا
قوله: لداتك، أى أقرانك الذين ولدوا معك فى وقت واحد.
ومما ينحو إلى ذلك قول الشريف الرضى <من مجزوء الكامل>:
لله جيد ما تم ... هّد غير أحشاء المكارم
فتطوّق العلياء وهـ ... وقريب عهد بالتّمايم
[نيطت بعطفيه حما ... لات المغانم والمغارم]
فمن موجبات سيادة مخلد بن يزيد بن المهلب ما حكى أن أباه يزيد ابن المهلب اشترى عجوز من إماء الأعراب، فأخذتها أم مخلد فكانت تلزمها. وإذا جاء الليل ولم يحضر يزيد، سمرت عندها. فأطرفتها يوما بأحاديث ممتعة من أحاديث الأعراب (٢٣٧) فلطفت منزلتها عندها. وإن
(٦ - ٧) بلغت. . . يلعبوا: ورد البيتان أيضا فى الأغانى ١٦/ ٢٠٣،٢١٢؛ وفيات الأعيان ٦/ ٢٨٥
(١٠ - ١٢) لله. . . المغارم: وردت الأبيات أيضا فى ديوان الشريف الرضى ٢/ ٣٩٢