للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

له: هل لك أن تسمع نوحنا على قتلانا فتأخذه وتغنى عليه؟ قال:

فافعلن، فأسمعنه المراثى فاحتذاها. وخرج غناوه عليها كالمراثى، وكان ينوح مع ذلك فى كل المااثم وتضرب دونه الحجب، ثم ينوح فيفتن كل من يسمعه. ولما كثر غناؤه واشتهاه الناس وعدلوا إليه لما كان فيه من الشّجا. فكان ابن سريج لا يغنى صوتا إلا عارضه فيه، فيغنى فيه لحنا آخر. فلما رأى ابن سريج موقع الغريض اشتد عليه وحسده. فغنى الأرمال والأهزاج، فاشتهاها الناس. فقال له الغريض: يا با يحيى، قصّرت الغناء وحذقته. (٢٤٢) قال: نعم يا مخنّث، حين دخلت تنوح على أبيك وأمك.

روى يونس الكاتب أن أميرا من أمراء مكة أمر بإخراج المغنين من الحرم. فلما كان فى الليلة التى عزم بهم على النّفى فى غدها، اجتمعوا على قبيس. وكان معبد قد زارهم، فابتدأ معبد فغنى، صوت <من الطويل>:

أتربىّ من أعلا معدّ هديتما ... أجدّا البكا إنّ التفرّق باكر

(١ - ٢) قال فافعلن: فى الأغانى ٢/ ٣٦٠: «قال: نعم فافعلن»

(٢) غناوه (لعل الأصح: غناءه): فى الأغانى ٢/ ٣٦٠: «غناء»

(٤) يسمعه. . . اشتهاه: فى الأغانى ٢/ ٣٦٠: «سمعه. ولما كثر غناؤه اشتهاه»

(٥) عارضه: انظر الأغانى ٢/ ٣٦٠ حاشية ٥