للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ابن الخطفى المدينة، ونحن يوميذ شباب نطلب الشعر فاحتشدنا له له، ومعنا أشعب. فبينا نحن عنده إذ قام لحاجة وأقمنا لم نبرح، وجاء الأحوص بن محمد من قباء على حمار فقال: أين هذا؟ قلنا: قام إلى حاجته، فما حاجتك إليه؟ قال: أريد والله أعلمه أن الفرزدق أشرف منه وأشعر. قلنا: ويحك! لا تعرض به وانصرف. وخرج جرير فلم يكن أسرع من أن قال: السلام عليك. فقال جرير: وعليك السلام. فقال:

يابن الخطفى، الفرزدق أشرف (٢٥٩) منك وأشعر. قال جرير: من هذا أخزاه الله؟ قلنا: الأحوص بن محمد بن عبد الله بن عاصم بن ثابت بن الأقلح. فقال: نعم، الخبيث من الطيب، أأنت القايل <من الطويل>:

يقرّ بعينى ما يقرّ بعينها ... وأحسن شئ ما به العين قرّت

قال: نعم. قال: فإنه يقرّ بعينها أن يدخل فيها مثل ذراع البكر، أفيقرّ ذاك بعينك! قال: وكان الأحوص يرمى بالحلاق، فانصرف. فبعث إليهم بتمر وفاكهة. وأقبلنا على جرير نسايله، وأشعب عند الباب، وجرير فى مؤخّر البيت، فألحّ عليه أشعب يسأله. فقال جرير: والله إنى لأراك أقبحهم وجها وإنك لاآآلمهم حسبا، وقد أبرمتنى منذ اليوم. فقال أشعب:

(٦) أسرع. . . قال السلام: فى الأغانى ١/ ٢٩٥: «بأسرع من أن أقبل الأحوص الشاعر فأقبل عليه، فقال: السلام»

(١٣) بالحلاق: انظر الأغانى ١/ ٢٩٥ حاشية ١

(١٦) أبرمتنى: انظر الأغانى ١/ ٢٩٦ حاشية ٢