حرب مصر، والقاسم بن عبيد الله بن الحبحاب على خراجها، والقاضى بها خير بن نعيم.
ومن كتاب الأغانى عن المداينى قال: كان عبد الله بن جعفر معه حداث له فى عشيّة من عشايا الربيع. فراحت عليهم السماء بمطر جود فأسال كل شئ. فقال عبد الله: هل لكم فى العقيق؟ وهو متنزّه أهل المدينة فى أيام الربيع والمطر؟ فركبوا دوابهم ثم انتهوا إليه ووقفوا على شاطه وهو يرمى بالزّبد مثل مدّ الفراة فإنهم لينظرون إذا هاجت السماء.
فقال عبد الله لأصحابه: ليس معنا جنّة نستجنّ بها. وهذه سماء خليقة أن تبلّ ثيابنا. فهل لكم فى منزل طويس فإنه قريب منا فنسكن فيه ويحدّثنا ويضحكنا؟ قال: وطويس فى النّظّارة فسمع كلام عبد الله بن جعفر. فقال له عبد الرحمن بن حسان بن ثابت: جعلت فداك! وما تريد من طويس عليه غضب الله: مخنّث شاين لمن عرفه. فقال له عبد الله: لا تقل ذلك فإنه مليح خفيف لنا فيه أنس. فلما استوفى طويس كلامهم تعجّل إلى منزله. فقال لامرأته: ويحك! قد جاء سيد الناس، عندنا اليوم عبد الله بن جعفر، فما عندك؟ قالت: نذبح هذه العناق، وكانت عندها عنيّقة قد ربّتها للبن، فاختبزت رقاقا، وبادر فذبحها، وعجنت هى. ثم خرج فلقى عبد الله مقبلا إليه فقال له طويس: بأبى وأمى أنت، هذا المطر. فهل لك فى المنزل فتسكن فيه إلى أن تكفّ السماء؟ قال: إياك أردنا. وجاء يمشى
(٢) خير بن نعيم: انظر هنا ص ٤٠٦، الهامش الموضوعى، حاشية سطرين ٧ - ٨ وحاشية سطر ٨
(٣ - ١٥،٤٠٩) عن. . . فيها: ورد النص فى الأغانى ٣/ ٣١ - ٣٣