للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بين يديه حتى نزلوا، فتحدّثوا حتى أدرك الطعام. فقال طويس: بأبى وأمى أنت، تكرمنى بأن تعشى عندى. قال: هات ما عندك. فجاءه بالعناق ورقاق (٢٦٧) فأكل وأكل القوم حتى ما لهم بشئ من حاجة، وأعجبه طيب طعامه. فلما غسلوا أيديهم قال: بأبى وأمى أتمشّى لك وأغنيك؟ قال: بلى يا طويس. فتلحف ثم أخذ المربّع فتمشى وأنشأ يقول <من المديد>:

يا خليلى نابنى سهدى ... لم تنم عينى ولم تكد

كيف يلحونى على رجل ... اآنس تلتذّه كبدى

مثل ضوء البدر طلعته ... ليس بالزّمّيلة النّكد

فطرب القوم، وقال عبد الله: أحسنت والله يا طويس. فقال: يا سيدى، أتدرى لمن الشعر؟ قال: لا والله، لا أدرى هو لمن، غير أنى سمعت شعرا حسنا. قال: هو لفارعة بنت ثابت بن حسان، وهى تتعشق عبد الرحمن بن الحرث بن هشام المخزومى وتقول فيه. فنكّس القوم رؤوسهم، وضرب عبد الرحمن بن حسان برأسه، فلو شقّت الأرض لدخل فيها.

(٥) المربّع: انظر الأغانى ٣/ ٣٣ حاشية ١

(١٤) برأسه: فى الأغانى ٣/ ٣٣: «برأسه على صدره»، انظر أيضا الأغانى ٣/ ٣٣ حاشية ٥