ما زال يعدوا عليهم صرف دهرهم ... حتى تفانوا وريب الدهر عدّاء
(٢٧٥) أبكى فراقهم عينى وأرّقها ... إن التفرّق للأحباب بكّاء
قال: فغناه إياه والغنى فيه لمعبد. فرفع الوليد الستر ونزع ملاه مطيّبة كانت عليه، وقذف نفسه فى تلك البركة. فنهل فيها حتى بان ظهره. ثم أتوه بأثواب غيرها وتلقّوه بالمجامر والطيب ولفف فى تلك الأثواب المطيبة وجلس ثم قال: صوت <من الكامل>:
يا ربع ما لك لا تجيب متيّما ... قد عاج نحوك زايرا ومسلّما
جادتك كلّ سحابة هطّالة ... حتى ترى عن زهرة متبسّما
قال: فغناه إياه، والغنى فيه لمعبد. فدعا له بآلاف من دنانير وبدر من دراهم فصبّها بين يديه ثم قال له: انصرف إلى أهلك واكتم ما رأيت.
وأما استهتاره بأمر الدين فقد ذكر الطبرى والمسعودى وغيرهما من أرباب التاريخ ممن عنوا بجمع أخبار العالم أن الوليد بن يزيد بن عبد الملك نظر يوما فى المصحف لينظر فأله فطلع له:{وَاِسْتَفْتَحُوا وَخابَ كُلُّ جَبّارٍ عَنِيدٍ، مِنْ وَرائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقى مِنْ ماءٍ صَدِيدٍ!}، الآية. فمزق المصحف وأنشد يقول <من الوافر>:
(١) صرف: فى الأغانى ١/ ٥٢: «ريب»
(١١) الطبرى: انظر تاريخ الطبرى ٢/ ١٧٧٥
(١٢ - ٢،٤٢٥) الوليد. . . الوليد: ورد النص فى مروج الذهب ٤/رقم ٢٢٤٤ باختلاف بسيط؛ الأغانى ٧/ ٤٩؛ النجوم الزاهرة ١/ ٢٩٩