وكان أبوه من رستاق فريذين من قرية تسمى سنجرد. وقيل إنه من قرية يقال لها حوان على ثلثة فراسخ من مرو. وكانت هذه القرية له مع عدة قرى، وكان بعض الأحيان يجلب إلى الكوفة المواشى. ثم إنه قاطع على رستاق فريذون فلحقه فيه عجز. وأنفذ عامل البلد إليه يشخصه إلى الديوان. وكان له عند أذين بنداذ بن وستجان جارية اسمها وشيكة جلبها من الكوفة. فأخذ الجارية معه وهى حامل، وتنحّى عن (٢٨٤) مؤدّى خراجه آخذا إلى أذربيجان. فاجتاز إلى رستاق فاتق بعيسى بن معقل ابن عمير أخى إدريس بن معقل جد أبى دلف العجلى. فأقام عنده أياما فرأى فى منامه كأنه جلس للبول فخرج من إحليله نار فارتفعت فى السماء وسدّت الآفاق وأضاءت الأرض ووقعت بناحية المشرق. فقصّ رؤياه على عيسى بن معقل فقال: ما أشك أن فى بطنها غلاما، وسيكون له شأن من الشأن. ثم فارقه ومضى إلى أذربيجان ومات بها.
ووضعت الجارية أبا مسلم ونشأ عند عيسى. فلما ترعرع، اختلف مع ولده إلى المكتب. فخرج أديبا لبيبا يشار إليه من صغره. ثم اجتمع على عيسى بن معقل وأخيه إدريس جد أبى دلف القسم العجلى بقايا من خراج تقاعدا من أجلها عن حضور مؤدّى الخراج بأصبهان. فأنهى عامل أصبهان خبرهما إلى خالد بن عبد الله القسرى والى العراقين يوميذ، فأنفذ خالد من الكوفة من حملها إليه بعد قبضهما، فتركهما خالد فى السجن فصادفا عاصم
(١٥) أبى. . . العجلى: فى وفيات الأعيان ٣/ ١٤٦: «أبى دلف العجلى»؛ فى الأعلام ٦/ ١٣:«أبو دلف العجلى القاسم بن عيسى بن إدريس. . .»