ابن يونس العجلى محبوسا بسبب من أسباب الفساد. وقد كان عيسى بن معقل قبل ذلك أنفذ أبا مسلم إلى قرية من رستاق فاتق لاحتمال غلّتها. فلما اتصل به خبر عيسى بن معقل أباع ما كان احتمله من الغلة وأخذ ما اجتمع عنده من ثمنها ولحق بعيسى بن معقل، فأنزله عيسى بداره فى بنى عجل.
وكان يختلف إلى السجن ويتعهد عيسى وإدريس ابنى معقل.
وكان قد قدم الكوفة جماعة من نقباء الإمام إبراهيم بن علىّ بن عبد الله بن عباس مع عدة من الشيعة الخراسانية. فدخلوا على العجليين السجن مسلّمين، فصادفوا أبا مسلم عندهم (٢٨٥) فأعجبهم عقله ومعرفته وكلامه وأدبه، ومال هو إليهم. ثم عرف أنهم دعاة، وفهم أمرهم. واتفق مع ذلك هروب عيسى بن معقل وإدريس أخوه من السجن. فعدل أبو مسلم من دور بنى عجل إلى هؤلاء النقباء. ثم خرج معهم إلى مكة، فأورد النقباء على إبراهيم بن محمد الإمام عشرين ألف دينار ومايتى ألف درهم، وأهدوا إليه أبا مسلم، فأعجب به وبمنطقه وبعقله وأدبه، وقال لهم: هذا عضلة من العضل. وأقام أبو مسلم عند إبراهيم بن محمد الإمام يخدمه سفرا وحضرا. ثم إن النقباء عادوا إلى الإمام إبراهيم وسألوه رجلا يقوم بأمر خراسان. فقال: إنى قد جرّبت هذا الخراسانى وعرفت ظاهره وباطنه. فوجدته حجر الأرض. ثم دعا أبو مسلم وقلده الأمر. فكان من أمره ما كان.
(٦) إبراهيم: فى وفيات الأعيان ٣/ ١٤٦: «محمد»، انظر أيضا تاريخ الطبرى (كتاب الفهارس)