للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ووصف المداينى أبا مسلم فقال: كان قصيرا أسمرا جميلا حلوا، نقى البشرة، أحور العين، عريض الجبهة، حسن اللحية وافرها، طويل الشعر طويل الظهر، قصير الساق والفخذ، خافض الصوت، فصيحا بالعربية والفارسية، حلو المنطق، راوية للشعر، عالما بالأمور، لم ير ضاحكا ولا مازحا إلا فى وقته، ولا يكاد يقطّب فى شئ من أحواله.

وكانت تأتيه الفتوحات العظام، فلا يظهر عليه أثر السرور، وتنزل به الحوادث الفادحة فلا يرى مكتيبا. وإذا غضب لا يستفزّه الغضب، ولا يأتى النساء فى السنة إلا مرّة واحدة، ويقول: الجماع جنون ويكفى الإنسان أن يجنّ فى السنة مرة، وكان أشد الناس غيرة.

وكان له إخوة من جملتهم يسار جد علىّ بن حمزة بن عمارة بن يسار (٢٨٦) الأصبهانى.

وكانت ولادته سنة ماية للهجرة، والخليفة يوميذ عمر بن عبد العزيز، فى رستاق فاتق.

وكان أبو مسلم ينشد فى كل وقت <من البسيط>:

أدركت بالحزم والكتمان ما عجزت ... عنه ملوك بنى مروان إذ حشدوا

ما زلت أسعى بجهدى فى دمارهم ... والقوم فى غفلة بالشام قد رقدوا

حتى ضربتهم بالسيف فانتبهوا ... من نومة لم ينمها قبلهم أحد

ومن رعى غنما فى أرض مسبعة ... ونام عنها تولّى رعيها الأسد

(١٥ - ١٨) أدركت. . . الأسد: هذه الأبيات للعباس بن الأحنف، انظر وفيات الأعيان ٨/ ٣٦٣