يظهر أمره حتى قوا عسكره بأهل خراسان. فأنفذ عسكرا عظيما مع عامر ابن سليمان. فقطع الفرات مروان وتبعه إلى بوصير، وكان مروان صايما وقدم له إفطاره. فسمع الصايح فخرج وعليه سراويل وغلالة قد عقدها فى سراويله، وسيفه يصلت بيده. فوجد الناس فى المعركة فجعل يضرب بسيفه ويتمثل <من الكامل>:
متقلّدين صفايحا هنديّة ... يتركن من ضربوا كأن لم يولد
وإذا دعوتهم ليوم كريهة ... وافوك بين مكبّر ومعرّد
فعرفوا صوته فقصدته الخيل فغشيته من كل جانب وحمل عليه نافع ابن عبد الرحمن، وهو لا يعرفه وشد عليه فقتله. وكان أهله وبناته فى كنيسة هناك. فإذا بخادم يحاول الكنيسة وسيفه مشهور بيده فأخذه الخدم الموكلون بالكنيسة وسألوه عن قصده. فقال: إن مروان عهد إلىّ، إذ أيقنت موته أن أضرب رقاب بناته ونسايه فأراد الموكلون قتله. فقال: إن
(٦) متقلّدين. . . يولد: ورد البيت فى الأغانى ١٢/ ١٩٧؛ البيت للجحّاف السّلمى، انظر الأغانى ١٢/ ١٩٧
(٨ - ٩) نافع. . . فقتله: فى الأغانى ٤/ ٣٤٣: «لمّا استمرّت الهزيمة بمروان، أقام عبد الله بن علىّ. . . وأنفذ أخاه عبد الصمد فى طلبه. . . فقتله»، انظر أيضا الأغانى ٤/ ٤٩٤؛ فى تاريخ الطبرى ٣/ ٥٠:«طعن مروان رجل من أهل البصرة-يقال له المغود وهو لا يعرفه. . . فسبق إليه رجل من أهل الكوفة كان يبيع الرمان، فاحتزّ رأسه»، انظر أيضا تاريخ الطبرى ٣/ ٤٦ - ٤٩؛ الكامل ٥/ ٤٢٤ - ٤٢٨، قارن هنا ص ٤٤٥:٩ - ١٠