قتلتمونى لتفقدنّ ميراث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. قالوا: انظر ما تقول. قال: إن كنت كاذبا فاقتلونى. قالوا: فدلّنا، فأخذهم فأخرجهم من القرية إلى موضع فيه رمل. فقال: اكشفوا ها هنا، فكشفوا. فإذا القضيب والبرد، وقعب ومصحف قد دفنه كى لا يصير إلى بنى هاشم، فأداه الله إلى أهله.
قال: ولما قتل عامر ابن إسمعيل مروان بن محمد دخل منزله وجلس على فراشه، ودعا بعشاء مروان الذى تركه، ودعا ابنته التى كانت أسرّ بنات مروان وجعل رأس (٢٨٩) أبيها مروان فى حجرها. وقال: هاك يوم بيوم الحسين قتيل يزيد، ويوم بيوم زيد قتيل هشام، ويوم بيوم يحيى قتيل الوليد بن يزيد، ويوم بيوم هشام بن عقيل قتيل عبيد الله بن زياد.
وأقرب من هذا كله يوم إبراهيم بن محمد بن علىّ بن عبد الله بن عباس الذى قتله أبوك هذا. فلما فرغ من كلامه قالت: يا عامر إن دهرا أنزل مروان عن فرشه وأقعدك عليه حتى تعشيت عشاءه واستصبحت بمصباحه، لقد أبلغ موعظتك وعمل فى إيقاظك وتنبيهك إن عقلت وتفكرت. ثم صاحت: وأبتاه وأمير المؤمنيناه. فاستحيا عامر وأخذه الرعب من كلامها