ينتهى إلى مدينة صور من مداين الشام. وحدّها الشمالى والغربى البحر الأعظم المسمى أقيانس المعروف عندنا ببحر الظلمة. وحدّها المشرقى الجبل الذى فيه هيكل الزهرة الواصل ما بين البحرين بحر الروم والبحر الأعظم، ومسافة ما بين البحرين فى هذا الجبل ثلاث مراحل، وهو الحد الأصغر من حدود الأندلس، وحداها الأكبران الجنوبى والشمالى، ومسافة كل واحد منهما نحو من ثلثين مرحلة، ومسافة حدها المغربى نحو من عشرين مرحلة، ووسط الأندلس مدينة طليطلة العتيقة التى كانت مدينة قاعدة القوط الأول من ملوكها.
(٢٩٤) وعرضها تسع وثلثون درجة وخمسون دقيقة، وطولها ثمان وعشرون درجة بالتقريب. فصارت بذلك فى قريب من وسط الإقليم الخامس، وهى فى وقتنا هذا على ما ذكر القاضى أبى القاسم صاعد بن أحمد بن صاعد صاحب قضاء الأندلس فى زمن المأمون بعد انقراض بنى أمية من الأندلس. وهو فى سنة ستين وأربع ماية قاعدة ملك الأمير أبى الحسن يحيى بن إسمعيل بن عبد الرحمن بن إسمعيل بن عامر ابن مطرّف من موسى بن ذى النون عظيم ملوك الأندلس فى ذلك الوقت، الذى ذكره القاضى صاعد المذكور. ولهذا الرجل من الكتب: كتاب مقالات الرسل
(١١ - ١٢) القاضى. . . بن صاعد: انظر طبقات الأمم ٦٣
(١٣ - ١٥) أبى. . . النون: فى طبقات الأمم ٦٣: «أبى الحسين بن إسمعيل بن عامر بن مطرّف ابن موسى بن ذى النون»