للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ابن الجوزى رحمه الله من ذلك، قال: وهذا المعنى لا يوجد فى غيره، وقد رأيت أيضا الشيخ جمال الدين ذكر ما ذكره العبد من الردّ على من قال وعلّل بزيادة القمر ونقصانه أنّه غير صحيح لأنّه لو كان كذلك لتعلّق بزمان مخصوص بالمعنى الذى ذكرناه.

وكذلك قال: وأمّا من قال إنّه من الأبخرة فباطل أيضا لأنّه يحتاج إلى زمان طويل يجتمع فيه، وهذا يوجد فى كلّ يوم وليلة، فرأيت من قول العبد ما وقع على موافقة قول الشيخ رحمه الله كما قال الحريرى رحمه الله: (١) فتواردت الخواطر كما يقع الحافر على الحافر.

قلت: (٢) وطالعت فى تأريخه رحمه الله فصلا يتضمّن ذكر المسك والعنبر بمثل ما ذكرناه وزاد عليه: قال: قال أحمد بن حنبل: حدّثنا سفيان عن الزهرى عن عبيد الله بن عبد الله بن عبّاس عن أبى سعيد الخدرى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المسك أطيب الطيب، انفرد بإخراجه مسلم، (٣) وثبت عن النبىّ صلى الله عليه وسلم أنّه كان يحبّ الطيب.

وذكرت العلماء بأخبار الهند والصين: أنّ المسك من غزلان الصين وأن التبّتى أذكى المسك للمراعى، وعلامة غزلان التبّت أنّ لها أنياب بارزة كأنياب الفيل من الفكّين نحو شبر فينصب لها الأشراك وترمى بالسهام فيوجد فى صراره (٤) المسك وهو دم مجتمع فى نافجتها فإذا أخذت قبل أن تنضحه الطبيعة وقطع منها وجد فيه زهوكة فتبقى زمانا حتى تذهب عنه تلك الزهوكة، وأمّا المسك الخالص فإنّ الغزال يأتى وقد استحكم فى سرّته المسك ودفعته الطبيعة إلى نافجته وهى


(١) مقامات الحريرى ١/ ٢٦٦
(٢) مأخوذ من مرآة الزمان ٢٨ آ، -٢
(٣) صحيح مسلم ٧/ ٤٧، ألفاظ؛ المعجم المفهرس ٤/ ٦٥
(٤) صرارها: سررعا مرآة الزمان