أن هذا الخرج لا يقله على الحمار إلاّ أنا وأنت. فضحك الحكم وقال:
كيف نطيق ذلك أيها القاضى؟ فبكى القاضى وقال: فكيف نطيق أن نطوق هذا المكان أجمعه من سبعة أرضين فى حلقى وحلقك يوم القيمة، وأنا شريكك فى الإثم إن رضيت هذا الحكم؟ فبكا الحكم وقال: وعظت، فأبلغت أيها القاضى. ثم خرج عن المكان وسلمه إلى المرأة بكل ما بنى فيه وغرس.
وغزا الحكم الروم حتى دوّخ بلادهم وزلزل حصونهم حتى زاد فى القطيعة عليهم، وبنا مصانع فى طرقات المسلمين لا حاجة له بها إلا قصد إذلالهم، وافتتح رحمه الله مملكته بحط المغارم، وقبض أيدى العمال، وقطع الخمور.
وكتب المستنصر إلى العزيز صاحب مصر كتابا يشتمه فيه، فأجابه العزيز: أما بعد فإنك عرفتنا فهجوتنا، ولو عرفناك لهجوناك والسلام.
ومن قصيدة المستنصر يفتخر فيها وكتب بها إليه يقول <من الطويل>:
ألسنا بنى مروان كيف تبدّلت ... بنا الحال أو دارت علينا الدواير
إذا ولد المولود منّا تهلّلت ... له الأرض واهتزّت إليه المنابر
(١) أن. . . الحمار: فى نهاية الأرب ٢٣/ ٤٠١: «أن لا ينقل هذا الخرج على الحمار»
(١١ - ١٦) وكتب. . . المنابر: ورد النص فى نهاية الأرب ٢٣/ ٤٠٢ باختلاف بسيط
(١٥ - ١٦) ألسنا. . . المنابر: ورد البيتان فى رايات المبرّزين ٣٨