صفر عند وفاة أبيه. وقد كان عمه المغيرة بن الناصر طلب المملكة. فقتل فى هذا اليوم، وتمت المملكة للمؤيد بالله. وكان سنه يوميذ عشرة أعوام وثمانية أشهر وأياما.
ولما ولى هشام فى هذه السنة فى هذا السن، احتيج إلى مدبر لأمر المملكة، فوقع الاختيار على جعفر بن عثمن المصحفىّ، فقلده هشام حجابته وتدبير أمره يوم السبت لعشر خلون من صفر، وهو اليوم السادس من بيعته. وفى هذا اليوم قلد المنصور بن أبى عامر الوزارة، وكان قبل ذلك على الشرطة والسكة، وأشرك مع المصحفى فى الحجبة. فلم يزل المصحفى ينحطّ، والمنصور بن أبى عامر يرتفع حتى عزل المصحفى عن الحجابة فى يوم الاثنين لثلث عشرة ليلة خلت من شعبان سنة سبع وستين وثلثماية، وصودر المصحفى وطولب بماية ألف دينار، وتوفى فى المطبق بعد خمسة أعوام، فكانت مدة حجابته ستة أشهر وثلثة أيام.
واتفق رأى المؤيد وابن أبى الرجال وابن الأصبحى على تقديم محمد بن أبى عامر المعافرىّ إلى رتبة الحجابة يوم الاثنين لثلث عشرة ليلة خلت من شعبان، ونعت بالمنصور، وبقى غالب بن عبد الرحمن مولى الناصر شريكه إلى أن قتل، وانفرد المنصور بالحجبة، وكان كما كتب على قبره <من الكامل>:
آثاره تنبيك عن أفعاله ... حتى كأنّك بالضمير تراه
(١) الناصر: فى نهاية الأرب ٢٣/ ٤٠٢: «عبد الرحمن»
(٢ - ٣) عشرة. . . أياما: فى البيان المغرب ٢/ ٢٥٣: «إحدى عشرة سنة وثمانية أشهر»؛ فى نفح الطيب ١/ ٣٩٦:«تسع سنين»، قارن نفح الطيب ١/ ٣٩٩؛ فى نهاية الأرب ٢٣/ ٤٠٢:«اثنتى عشرة سنة»
(٧) المنصور. . . عامر: قارن الكامل ٩/ ١٧٦
(١٨) آثاره. . . تراه: ورد البيت فى نفح الطيب /١/ ٣٩٨/أفعاله: فى نفح الطيب ١/ ٣٩٨؛ نهاية الأرب ٢٣/ ٤٠٦:«أخباره» //بالضمير: فى نفح الطيب ١/ ٣٩٨؛ نهاية الأرب ٢٣/ ٤٠٦:«بالعيان»