ولما مات ولى المؤيد حجبته لأخيه عبد الرحمن بن المنصور ونعته بالحاجب المأمون ناصر الدولة، فأجرى (٣١٥) الأمور على غير طريقتى أبيه وأخيه، وأظهر الفجور والخمور والزناء والفسق، وكان تهدد المؤيد وأوعده القتل، فولاه المؤيد كرها وخوفا، فاشمأزات نفوس بنى أمية منه مع ساير الأجناد والرعية.
واتفق أنه تحرك بعد مدة إلى الغزاة المسماة بغزوة الطين، ونزل طليطلة، وبلغه الخبر بخروج المهدى محمد بن هشام على المؤيد بالله وتسليمه إياه وخلعه له وإخرابه الزاهرة على ما يأتى شرحه، فاضطربت أحواله وقصد بالعسكر قرطبة فنزل قلعة رباح وأخذ تحليف الناس له فتفرقوا عنه والتحقوا بمحمد بن هشام وتركوه فتحصّن فى حصن هناك، فخرج إليه محمد بن هشام فحصره فمات لست خلون من رجب سنة تسع وتسعين وثلثماية، فكانت مدة حجبته خمسة أشهر وأياما.
ولد المؤيد لثمان بقين من جمادى الأول سنة خمس وخمسين وثلثماية، وخلع يوم الثلثاء لأربع عشرة ليلة بقيت من جمادى الآخرة سنة تسع وتسعين وثلثماية، فى أيام القادر بالله. فكانت مملكته ثلثا وثلثين سنة وأربعة أشهر وأحد عشر يوم. حجابه المذكورون فيما تقدم، والله أعلم.
(٧ - ١١) واتفق. . . هشام: انظر نهاية الأرب ٢٣/ ٤١٠،٤١٤ - ٤١٧