ولما مات بايع العسكر ولده عبد الملك بن المنصور، فتركه بمدينة سالم وسار فى خاصة من غلمانه إلى الزهراء ودخل على المؤيد ملقيا بيده، وكان الغلمان وأهل البلد قد تجمعوا وقصدوا الزهراء وقالوا: لا بد من ظهور المؤيد وولايته الأمر بنفسه! وبلغه ذلك فآثر الراحة والدعة.
وأحضر عبد الملك فأخلع عليه وقلده مكان أبيه، ونعثه بالحاجب المظفر سيف الدولة. وأمر فايق الخادم أن يخرج إلى المجتمعين فيصرفهم ويخبرهم أنه راض بحجبة المظفر، فخرج وأخبرهم فأبوا. وخرج المظفر بعد ذلك وفايق معه، وقدم له فرس وأمسك ركابه. فقابلته الفية المتجمعة فهزمهم.
وأقام فى الحجبة إلى أن توفى يوم الجمعة لاثنتى عشرة ليلة بقيت من صفر سنة تسع وتسعين وثلثماية. وكان مخيما للغزو، فرجع به فى تابوت ودفن بالزاهرة، وكان عمره شيا وثلثين سنة، ومدة حجبته ستة أعوام وأربعة أشهر. وكان قد غزا الروم نحو ثمانى غزوات، وبأيامه
(١) عبد الملك بن المنصور: انظر المعجب ٨٥؛ نفح الطيب ١/ ٤٢٣؛٣/ ٩٤
(٣ - ٦،٤٨٩) وكان. . . الرعية: ورد النص فى نهاية الأرب ٢٣/ ٤٠٦ - ٤٠٧ باختلاف بسيط فى اللفظ.
(٦) فايق: فى نهاية الأرب ٢٣/ ٤٠٧: «فاتن»، انظر أيضا نهاية الأرب ٢٣/ ٤٠٧ حاشية ١، قارن نفح الطيب ١/ ٣٩٦؛٣/ ٨٢
(١١) من صفر: فى نفح الطيب ١/ ٤٢٣: «فى المحرم»
(١٢) شيا (لعل الأصح: ستا). . . سنة: فى البيان المغرب ٢/ ٦٠: «أربعين سنة وأربعة أشهر وأربعة أيام»