إذا وضع فى لحده، وأن يحنط ببعضه. وكان أكثر مماليكه وجنده من سبيه.
وتوفى فى مدينة سالم وهى مدينة بقرب قرطبة وسمّاها الزاهرة وانتقل إليها بأهله وولده وحاشيته إبقاء على المؤيّد بالله، وكان قد تخوف من بنى أمية أن يثوروا عليه لأنه ليس من بيوت المملكة. فأخذ فى تقتيلهم صغارا وكبارا، عملا فى الباطن لنفسه وفى الظاهر إشفاقا على المؤيد منهم، حتى أفنى من يصلح منهم للأمر، وفرّق الباقين فى البلاد والبوادى. فممن هرب منهم الوليد بن هشام الخارج على الحاكم بمصر الملقب بأبى ركوة الآتى خبره فى تاريخه إنشاء الله تعالى.
واحتجر على المؤيد حتى لم يره أحد قط (٣١٤) منذ ولى المنصور الحجبة. وربما ركبه بعد سنين فيجعل عليه برنسا وعلى جواريه برانس فلا يعرف منهن ويأمر من يزيل الناس من طرقه حتى ينتهى إلى حيث يتنزه ثم يعود. ليس له من الملك إلاّ الطراز والسكة والاسم والدعاء فى الخطبة.
وكان إذا سافر وكل من يفعل ذلك. فكان هذا داعيه لانقطاع ملك بنى أميّة.
(٣) سالم: انظر معجم البلدان ٥/ ١١؛ المنجد (فى الأعلام)، مادة «مدينة سالم»، ص ٦٤٨؛ نهاية الأرب ٢٣/ ٤٠٥ حاشية ١؛ فى نهاية الأرب ١٣/ ٤٠٥:«وكانت وفاته فى أقصى الثغور بمدينة سالم» //الزاهرة: انظر الروض المعطار ص ٨٠ - ٨٢؛ المنجد (فى الأعلام)، مادة «المدينة الزاهرة»، ص ٦٤٥ - ٦٤٨؛ فى نهاية الأرب ٢٣/ ٤٠٦:«وبنى مدينة الزاهرة بقرب قرطبة»
(٨) الوليد بن هشام: انظر نفح الطيب ٢/ ٦٥٨ - ٦٥٩
(٩) ركوة: فى نهاية الأرب ٢٣/ ٤٠٦: «زكوة» //الآتى. . . تاريخه: انظر كنز الدرر ٦/ ٢٧٥ - ٢٧٦