والأسرى. فلم يجيبهم ولا جاوبهم، فسألوه أن يخرج بغنايمه. فقال: إن أصحابى قد أبوا الخروج. وقالوا: إنا لا نصل إلى بلادنا إلا وقد آن وقت الغزوة الأخرى فنقيم ها هنا إلى وقتها ثم نغزوها (٣١٣) ونعود. فلم يزالوا يسألونه حتى تقرر على أن يعطونه من دوابهم وبغالهم وعجلهم ما يحمل عليه السبى والغنايم، ويمدونه بالأقوات إلى أن يعود إلى بلاده، فأجابهم إلى ذلك كالممتن عليهم، وشرط عليهم أن ينظفوا الجيف من طريقه بأنفسهم ففعلوا، وانصرف.
وروى أنه ختن بعض أولاده، فختن معه من أولاد أهل دولته خمس ماية صبى، وأما من الأيتام والضعفى فما يحصر عددهم، وأنفق على هذا الأعداد خمس ماية ألف دينار.
وله أخبار عظيمة وآثار جليلة وغزوات مشهورة. وذلت له الروم حتى سيم الناس الأمن وضجروا من العدل. وكان ربما ركب إلى صلاة العيد فيحضر له نية الغزو فلا يرجع إلى منزله حتى يغزوا.
وكان كلما عاد من الغزو أمر أن ينفض تراب ثيابه التى شهد فيها الغزاة فيجتمع ذلك. فلما حضرته الوفاة أمر أن ينثر ذلك الغبار على كفنه
(٨ - ١٠) وروى. . . دينار: انظر نهاية الأرب ٢٣/ ٤٠٥
(١٤ - ١٤،٤٨٧) وكان. . . ذلك: ورد النص فى نهاية الأرب ٢٣/ ٤٠٤ - ٤٠٦ باختلاف بسيط فى اللفظ والمعنى