من الكتابة هو الخامس من ربيع الآخر سنة ٧٣٤ هـ.وهناك عبارة في الهامش من على يمين الخاتمة أنّ المؤلف أعاد النظر في الجزء وحرّره. ويبدو أنه إلى هذه القراءة الثانية تعود الهوامش الكثيرة على أوراق الجزء، والشروح، والتصحيحات. لكن على الرغم من ذلك فإنّ النص يبقى كثير الأخطاء والأوهام.
كان ابن الدواداري قد بدأ جمع المادّة لعمله التاريخي عام ٧٠٩ هـ.وقد رجع في تكوين بطاقات الجمع والإعداد إلى المصادر التاريخية المهمة، والكتب النادرة، كما يقول. ويبدو أنه عند كتابة كل جزء كان يعمد إلى استكشاف مجموعة بطاقاته وتنظيمها، وترتيبها على السنين، وحشو المادة المتنوّعة الواردة تحت كل سنة. وإلى هذه الطريقة ترجع أخطاء السهو والنقل التي نلحظها في الجزء الذي بين أيدينا. فابن الدواداري ما كان يرجع إلى المصدر المقتبس منه بل إلى مجموعة بطاقاته واقتباساتها. وهذا يعلّل لماذا يرد اسم بعض الأشخاص صحيحا في موطن، وخطأ في موطن آخر، وربما سقطت بطاقة في غير موضعها فأخّرت وفاة شخص ما سنين أو قدّمتها. وربما نقل الخطأ من مصدره إلى مجموعة بطاقاته فإلى كتابه. وليس من المؤكد أنه كان دائما يضع اسم المصدر المقتبس في ذيل البطاقة بحيث يملك أن يراجع النصّ في مصدره إذا اقتضى الأمر. يدلّ على ذلك ما يقوله أحيانا من أنه وجد هذا أو ذاك «في بعض المجاميع».وهناك حالة وجدت فيها الاقتباس الغفل عند ابن خلكان في «وفيات الأعيان».
ولأنّ ابن الدواداري يستمدّ مادّته للجزء الخامس من مصادر قديمة، فإنّ لغة هذا الجزء ذات طابع كلاسيكي يعكس لغة المصادر. بيد أنّ بعض الخصوصيّات العامية والدارجة تسلّلت إلى ريشة المؤلف رغم الأصل القديم.