الكنية فكنيتي بأبي محمّد فغيّر كنيته. انتهى كلام أبي نعيم.
قلت: وقد ذكر الطبريّ رحمه الله في تاريخه أنّ عليّ بن عبد الله بن عبّاس دخل على عبد الملك بن مروان فأكرمه وأجلسه على سريره وسأله عن كنيته فأخبره فقال: لا يجتمع في عسكري هذا الاسم وهذه الكنية لأحد، وسأله هل له من ولد-وكان قد ولد له يومئذ محمد بن عليّ بن عبّاس-فأخبره فكنّاه أبا محمد.
انتهى كلام الطبريّ هاهنا.
ورأيت في مسوّداتي عن الواقديّ أنّ عليّ بن عبد الله بن عبّاس ولد في الليلة التي قتل فيها الإمام عليّ بن أبي طالب، كرّم الله وجهه، والله أعلم بالصواب في ذلك.
وإنّ عليّا هذا ضرب بالسياط مرّتين كلتا هما ضربه الوليد بن عبد الملك أحدهما في تزويجه لبابة ابنة عبد الله بن جعفر بن أبي طالب؛ وكانت تحت عبد الملك بن مروان أولا فعضّ ذات يوم تفّاحة ثم رمى بها إليها فتناولت سكّينا فقال: وما تصنعين بها؟ قالت: أميط عنها الأذى! فطلّقها. وكان عبد الملك شديد البخر كما تقدّم من الكلام. وقيل إنّ الذباب كان إذا وصل إلى فيه تساقط ميتا لشدّة بخره، فتزوّجها عليّ بن عبد الله بن عبّاس في خلافة الوليد فقبض عليه الوليد وضربه وقال: إنما تتزّوج بأمّهات الخلفاء لتضع منهم! لأنّ مروان بن الحكم إنّما تزوّج بأمّ خالد بن <يزيد> بن معاوية ليضع منه. فقال عليّ بن عبد الله:
إنما تزوجتها لما أرادت الخروج من هذا البلد وأنا ابن عمّها لأكون لها محرما!
وأمّا ضربه إياه ثاني مرّة ما روي عن أبي عبد الله محمد بن شجاع بإسناد